اليوم فقط استطيع أن أرثيك يا افتهان

د. سوسن الحضرمي:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾
اليوم فقط أستطيع أن ارثيك يا افتهان، وأن اهمس لروحك الطاهرة: نامي قريرة العين يا شهيدة الواجب.
لقد أدّيت رسالتك حيّةً حين زلزلتِ عروش الفاسدين بجرأتك وصوتك، وأرعبتهم شهيدةً حين تحولت دماؤكِ إلى شعلة أضاءت دروب الحرية والكرامة.
سلامٌ على البطن الطاهر الذي حملك، وعلى الأهل الذين غرسوا فيك القيم النبيلة: قيم العدل ورفض الظلم ومواجهة الفساد وحرمة المال الحرام. كنتِ ابنةً بارة، ومواطنةً شريفة، ورمزاً للمرأة اليمنية الحرة الصلبة في مبادئها. نموذجاً نفتخر به، وقدوةً يجب أن يُحتذى بها، لم تنحني إلا للحق.
نامي بسلام يا غالية… فأنتِ لست مجرد ذكرى عابرة، بل بداية لمرحلة وعي جديدة. لقد وحّد دمكِ الطاهر صفوف أبناء تعز واليمن كافة في دربٍ واحد: درب العدالة، والمطالبة بإقالة الفاسدين، وبناء مجتمعٍ نزيهٍ تحكمه القوانين وتصان فيه الكرامة الإنسانية.
لقد رحلتِ جسداً، لكنك ستبقين خالدة في وجداننا وفي كل بيت وشارع، وفي كل هتافٍ وحلمٍ بوطنٍ عادل. ثقي تماماً أن دمكِ الطاهر لن يضيع هدراً، بل سيكون لعنةً تلاحق الظالمين والفاسدين، وبذرةً تنبت جيلاً لا يعرف الانكسار.